الثلاثاء، 11 مارس 2014

قصيدة في غمرة الاحداث للعشماوي

في غمرة الأحداث 

هتفت بك الأشواق يا باغيها

أخفيتها دهراً فهل تبديها؟

في كل حرف من نشيدك آهة

يدعوك في ليل الأسئ داعيها!

هتفت بك الأشواق إن نشيدها

عذب فغرد واحذر التمويها

تفنى النفوس، وذاك أمر واقع

فالنفس راجعة إلى باريها

ما الخوف أن تفنى النفوس وكل ما

نخشاه أن تفنى الكرامة فيها!

نخشى على الإسلام من يأتي الهدى

كذباً ، ويقصد للهدى تشويها!

غبن القرون يبث في أعماقه

أحقاده فيظل يستجديها!

ياغارقاً في حقده، ويريد أن

يبني الفضائل ، جل من يبنيها!

إن كنت تبغي أن تصيب رمية

فاعرف سهامك قبل أن ترميها!

إن كنت بالتدجيل صرت مكرماً

فأنا أسمي المستغل سفيها!

ياغارقاً في حقده، وبقلبه

أوهام بغيٍ ، لم يزل يخفيها!

ماذا دهاك؟ حملت رمز عدالة

وأراك أول ظالم يفنيها!

لاتنظرن إلى الحياة وإن قست

نظر اليئوس ولو شكوت بنيها!

فالمسلم المغوار لايرنو إلى

سقط الحياة وتُرّهات ذويها!

عِشنا ، وفي الأيامِ أحداثٌ وكم

يرجو لسان الدهر أن يرويها!

وعلى شفاه النازحين حكاية

وُئِدت ، ولم تلقَ الذي يحكيها!

وبأعينِ الأيتام قصة حسرةٍ 

ذابت ، وإعلام العدا يمحوها!

يا أمة الإسلام لاتتنكري

فأساس كل حضارةٍ ماضيها

لاتتركي الإسلام فهو شريعةٌ

ماخاب طول زمانه حاميها!

إن ترم إسرائيل عفة أرضنا

فلأن أمريكا التي تعطيها!

ودم اليتامى كالمدامة بينهم

يشتاق شاربها إلى ساقيها

نسعى إلى ذل السلام وربما

تجري القوافل لو أبى حاديها

أنّى تنال العز أمتنا إذا

أعطت زمام أمورها غاويها؟!

قف أيها القلم الجريح فإنني

أخشى على الأسرار أن تفشيها!

أخلص لخالقك الضمير ولاتخف

فثمار غرسك في غدٍ تجنيها

من يجعل الرحمن مقصد قلبه

يبقى شريفاً في الحياة نزيها!

د/عبدالرحمن العشماوي‏‫

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق