الخميس، 13 مارس 2014

عَسَلُ الْفَقْرِ

هل سمعتم بقصة "عسل الفقر" ؟

الإمام محمد بن سيرين كان من سادات التابعين
ومن أغنيائهم، كانت له ثروة عظيمة من العسل ! وكان له منها ما يقارب الستمائة برميل من العسل .
( لم يكن مليونيرا ، بل مليارديرا )

وفي يوم من الأيام وجدوا فأرة في أحد البراميل ، والحكم الشرعي أنه إذا وقعت الفأرة في الشيء المائع
أي : السائل ، كالزيت والعسل واللبن ،مثلا ، تطرح الفأرة ويرمى هذا السائل .
وإذا وقعت الفأرة في الشيء الجامد الصلب ، كالسمن ، مثلا ، فترمى الفأرة ،وما حولها، ثم ينتفع بالباقي .

فلما وقعت الفأرة في برميل من براميل عسل محمد بن سيرين استخرجوا الفأرة من البرميل وطرحوها ، ثم إنهم نسوا في أي البراميل كانت هذه الفأرة ،فكان من ورع محمد بن سيرين أن رمى ببراميل العسل كلها!! .

وكانت مصيبة عظيمة ! ،أفلس بسببها بعدما كان من أغنياء الدنيا، إلا أن ورعه يمنعه أن يلق الله بشبهة ،فقيل له في ذلك : إنها لخسارة عظيمة.

فقال : هذا ذنب أنتظر عقوبته منذ أربعين سنة ، فقالوا له وما هذا الذنب ؟
فقال: عيّرت رجلاً ، وقلت له : يا فقير!

سبحان الله العظيم ! ، محمد بن سيرين ينتظر عقوبة ذنب منذ أربعين سنة ، فما بالك بمن يتقلب في الذنوب والمعاصي ، ليل نهار.
قَلّتْ ذنوب القوم ؛ فعرفوا من أين أتت، عيّر رجلا وقال له : يا فقير،

فكيف بمن يخوض في أعراض الناس ليل نهار!!
نسأل الله السلامةٌ والعافية .
اللهم اشغلنا بذكرك ؛ فنرقى ، ولا تشغلنا بغيرك ؛ فنشقى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق